مع سقوط الجزء الشرقي من مدينة القدس، حيث تقع البلدة القديمة والمسجد الأقصى، بيد الاحتلال الصهيوني عام 1967م، بدأ سعيهم الحثيث لهدم المسجد الأقصى المبارك وصار في دائرة الاستهداف الصهيوني بشكل مباشر عبر سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تهدف إلى هدم المسجد الأقصى تمهيدا لبناء معبد يهودي مكانه. وهي فكرة مترسخة في عقولهم وحاضرة بقوة في خطابهم وسلوكهم، لا فرق بينهم فيها بين العلماني أو المسؤول الحكومي أو أولئك المتدينين المتطرفين، ومن أخطر تلك الاعتداءات؛ الحفريات تحته، ومخططات التقسيم الزماني والمكاني واقتحاماته المتكررة، التي تتم بسياسة النفس الطويل لتحقيق وجود يهودي دائم ومباشر في الأقصى، وتأتي محاولات الحرق والتفجير ضمن التهديدات المباشرة الرامية لهدم الأقصى وتخريبه، والتي كان أخطرها "جريمة إحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969م"، إلا أنها لم تكن أول أو آخر ما تعرض له الأقصى من محاولات الحرق أو التفجير، وقد أمكننا رصد المحاولات التالية:
قصف الصهاينة مدينة القدس والمسجد الأقصى بقذائف المورتر مما أدى إلى إصابة قباب الأقصى ومختلف أبنيته، وقد أصيب أكثر من عشرين موضعا في المسجد الأقصى، كما أدى القصف إلى تدمير أحد مآذن الأقصى، وهي مئذنة باب الأسباط.
بعد احتلال الأقصى بأيام، هدم الاحتلال حارة المغاربة بأكملها وما فيها من بيوت ومنازل ومدارس ومساجد، وهي ملاصقة للأقصى من الجهة الغربية، وكان ذلك تمهيد للسيطرة على الحائط الغربي من المسجد الأقصى "حائط البراق" ولعمل ساحة للمصلين اليهود على أنقاض بيوت المقدسيين، وبذلك تمت لهم السيطرة على جزء من المسجد الأقصى بالتدمير.
انطلقت دعوة صهيونية لجمع مائة مليون دولار من أمريكا؛ لبناء ما يسمى معبد سليمان بجوار قبة الصخرة المشرفة، حتى شهد العام التالي استفزازا كبيرا للعرب والمسلمين، حيث دعا الحاخام الأكبر، اليهود لزيارة حائط البراق؛ لإقامة طقوس ما يسمونه ذكرى خراب المعبد، التي توافق التاسع من آب (أغسطس) من كل عام.
وقد كانت تلك الدعوات والاعتداءات مقدمة طبيعية لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك.
- في يوم الخميس 21 آب (أغسطس) 1969م:
أقدم صهيوني أسترالي يدعى دينيس مايكل روهان على إشعال النار في المسجد الأقصى، وخصوصا الجامع القبلي، وقد بلغت مساحة الجزء المحترق من المسجد 1500 مترا مربعا، وقد أتت النيران على منبر صلاح الدين الذي أمر ببنائه نور الدين زنكي، وحمله صلاح الدين إلى الأقصى بعد تحريره، وجدران المسجد وأثاثه، كما أتى الحريق على مسجد عمر، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وثلاثة من أروقة المسجد، والأعمدة والأقواس الحاملة لها، وأعمدة رئيسة تحمل قبة الجامع القبلي، إضافة إلى سقوط سقف المسجد، وإتلاف جزء كبير من الزخرفة والرخام والشبابيك والزجاج الملون والسجاد.
وكشف الأحداث عن دور سلطات الاحتلال في الحريق بحيث قطعت المياه عن المسجد الأقصى والمنطقة المحيطة به، كما تعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس التي يديرها الاحتلال التأخر في الوصول إلى مكان الحريق مما استدعى أن يقوم المواطنون بمحاولة إطفاء الحريق بملابسهم وأدواتهم البسيطة.
وأثار الحريق استنكارا دوليا، واجتمع مجلس الأمن الدولي وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 الذي أدان فيه إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس.
وجاء في القرار أن "مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21 أغسطس/آب 1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر".
إسلاميا، كانت هناك حالة غضب عارمة بين العرب والمسلمين، واجتمع قادة هذه الدول في الرباط يوم 25 سبتمبر/أيلول 1969، وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون الاسلامي فيما بعد(.
أما منفذ الجريمة، فقد أخلي سبيله، بعد محاكمة صورية، إذ قضت سلطات الاحتلال بأنه لا يتحمل مسؤولية جنائية؛ نظرا لأنه مختل عقليا. للمزيد عن جريمة حرق الأقصى. اضغط هنا
اكتشف حراس المسجد الأقصى متفجرات تزن أكثر من 3 كجم في أحد ممرات المسجد الأقصى.
اكتشف حراس المسجد الأقصى طردا مشبوها في ساحة الأقصى تبين أنه كان يحتوي على متفجرات موقوتة.
اقتحم أحد الجنود الصهاينة ويدعى "هاري غولدمان" المسجد الأقصى، وتبعته مجموعة من الجنود، وشرعوا في إطلاق النار على المصلين والحراس، ثم اقتحموا قبة الصخرة وأخذوا في إطلاق النار على المصلين، وعندما حاول محمد صالح اليماني، وهو أحد حراس المسجد التصدي لهم، وهو أعزل، قام قائد القوة المهاجمة بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلا داخل مسجد قبة الصخرة، واستمروا في إطلاق النار داخل القبة، وقد أصيب المبنى بأضرار بليغة جراء ذلك أصابت الابواب والزخارف والقبة، وقد خلف هذا الاعتداء شهيدين واكثر من ستين جريحا.
قامت مجموعة من الصهاينة المسلحين بإطلاق النار على قبة الصخرة.
تم اعتقال "يوئيل ليرنر" أحد ناشطي حركة كاخ بعد تخطيطه لنسف مسجد الصخرة.
- 20 يناير 1983
- تشكيل حركة متطرفة في إسرائيل وأمريكا مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى.
مجموعة من الجنود الصهاينة يطلقون الرصاص على المصلين وعلى قبة الصخرة المشرفة .
يهوديان يدخلان الأقصى بحوزتهما كميات كبيرة من المتفجرات والقنابل اليدوية بهدف نسف قبة الصخرة.
مجموعة يهودية تقوم بإلقاء المواد الحارقة على المسجد الأقصى بعد منتصف الليل.
أضرم اليهود النار في باب الغوانمة وهو أحد أبواب المسجد الأقصى البمارك، مما أدى إلى احتراق قسم كبير منه، كما سمع دوي انفجار في الوقت ذاته.
اكتشف المصلون وحراس المسجد الأقصى جسما مشبوها قرب المصلى المرواني في المسجد الأقصى، ثم حضر خبراء المتفجرات إلى الموقع وتم تفجيره.
تم الكشف عن مجموعة من الشبان اليهود المتطرفين المؤيدين للجماعة الدينية اليهودية المتطرفة (بوتسعي هناحل) أي جماعة جرحى الوادي، خطط خمسة لإطلاق صاروخ "لاو" نحو الأقصى، فيما خطط السادس لتحطيم طائرة شراعية متفجرة فوقه، وأظهر التحقيق أنهم خرجوا في جولة في مدينة القدس القديمة وحددوا المدرسة الدينية "شوفو بنيم" التي تطل على المسجد الأقصى من الحي الإسلامي كمكان يطلقون منه صاروخ لاو الذي لم يتمكنوا من الحصول عليه، كما أفاد بيان المخابرات والشرطة.
اعتقال مستوطن حاول اقتحام الأقصى ومعه متفجرات لوضعها في المسجد القِبْليّ.
كشفت المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) عملية لتفجير قبة الصخرة المشرفة قبيل تنفيذها بقليل من قبل مهاجر أميركي يدعى آدم ليفيكس (30 عاما)، يعتنق المذهب الإنجيلي ومتزوج من يهودية إسرائيلية، وذلك بمساعدة أحد الجنود الصهاينة الذي وفر له وسائل قتالية ومتفجرات من قاعدة عسكرية "إسرائيلية" خدم فيها، وأعد خطتين لتنفيذ الهجوم، الأولى بصاروخ، والثانية بواسطة طائرة صغيرة بلا طيار مفخخة وبتوجيه من منظمات صهيونية ومسيحية متطرفة.
وبعد العرض السابق، يتبين لنا أن محاولات هدم الأقصى بالتفجير أو الحرق، تأتي ضمن مخطط أكبر يهدف للسيطرة على الأقصى لبناء معبد يهودي مكانه، ورغم السيطرة الكبيرة التي يفرضها الصهاينة على الأقصى، إلا أن هذه المحاولات لم تتوقف سواء على يد المتطرفين أم بتحريض من ساساتهم، مما يستدعي بذل مزيد من الجهد في تفعيل آليات الحماية، فضلا عن السعي المباشر في تحريره وإعادته إلى السيادة الفلسطينية الإسلامي ة كسابق عهده.